الأحد، 25 يوليو 2021

الأمر بطلب الجنة وترغيب الله عباده فيها وأمرهم بالمبادرة إليها و حفت الجنة بالمكاره


الأمر بطلب الجنة وترغيب الله عباده فيها وأمرهم بالمبادرة إليها
قال الله تعالى : والله يدعو إلى دار السلام يونس : 25 ] . وقال : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين [ آل عمران : 133 ] . وقال : سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض الآية [ الحديد : 21 ] . وقال : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة [ التوبة : 111 ] . وقال : يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [ المطففين : 25 ، 26 ] .
وقد روى البخاري وغيره من حديث سعيد بن ميناء ، عن جابر ، أن ملائكة [ ص: 384 ] جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم ، فقال بعضهم : هو نائم . وقال بعضهم : إن العين نائمة ، والقلب يقظان . فقالوا : اضربوا له مثلا . فقالوا : مثله كمثل رجل بنى دارا ، واتخذ فيها مأدبة ، وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ، ولم يأكل من المأدبة . قالوا : فأولوها له يعقلها . فقال بعضهم : إنه نائم . وقال بعضهم : إن العين نائمة ، والقلب يقظان . فقالوا : الدار الجنة ، والداعي محمد ، فمن أطاع محمدا فقد أطاع الله ، ومن عصى محمدا فقد عصى الله ، ومحمد فرق بين الناس .
وروى الترمذي هذا الحديث ، ولفظه : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : " إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي ، وميكائيل عند رجلي ، يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا . فقال : اسمع سمعت أذنك ، واعقل عقل قلبك ، إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ، ثم بنى فيها بيتا ، صنع مأدبة ، ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه ، فمنهم من أجاب الرسول ، ومنهم من تركه ، فالله هو الملك ، والدار الإسلام ، والبيت الجنة ، وأنت يا محمد رسول ، فمن أجابك دخل الإسلام ، ومن دخل الإسلام دخل الجنة ، ومن دخل الجنة أكل مما فيها " . وروى الترمذي عن ابن مسعود نحوه ، وصححه أيضا .
وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن [ ص: 385 ] سيدا بنى دارا ، واتخذ مأدبة ، وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار ، وأكل من المأدبة ، ورضي عنه السيد ، ألا وإن السيد الله ، والدار الإسلام ، والمأدبة الجنة ، والداعي محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير عن يونس ، هو ابن خباب ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار ؟ يا رب ، إن عبدك فلانا قد استجار مني فأجره . ولا سأل عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة : يا رب ، إن عبدك فلانا سألني فأدخله الجنة " . إسناده على شرط مسلم .
وروى الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن هناد ، عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الله الجنة ثلاث مرات ، قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة . ومن استجار من النار ثلاث مرات ، قالت النار : اللهم أجره من النار " .
وقال الحسن بن سفيان : حدثنا المقدمي ثنا عمر بن علي ، عن يحيى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا مسألة الله الجنة ، واستعيذوا به من النار ، فإنهما شافعتان مشفعتان ؟ فإن العبد إذا [ ص: 386 ] أكثر مسألة الجنة قالت الجنة : يا رب ، عبدك هذا الذي سألنيك فأسكنه إياي . وتقول النار : يا رب ، عبدك هذا الذي استعاذ بك مني فأعذه مني " .
وقال البزار : حدثنا أحمد بن عمرو بن عبيدة العصفري ، حدثنا يعقوب بن إسحاق ، حدثنا سليمان بن معاذ ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يسأل بوجه الله إلا الجنة " . ورواه أبو داود من حديث محمد بن المنكدر .
وفي " الترمذي " عن أبي هريرة مرفوعا : " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة " .
وقال أبو بكر الشافعي ، عن كليب بن حزن : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اطلبوا الجنة جهدكم ، واهربوا من النار جهدكم; فإن الجنة لا ينام طالبها ، وإن النار لا ينام هاربها ، وإن الآخرة اليوم محفوفة بالمكاره ، وإن الدنيا محفوفة باللذات والشهوات ، فلا تلهينكم عن الآخرة " .
وقال أبو يعلى الموصلي : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا أيوب بن شبيب الصنعاني ، قال : كان فيما عرضنا على رباح بن زيد حديث عبد الله بن [ ص: 387 ] بحير : سمعت عبد الرحمن بن يزيد ، سمعت عبد الله بن عمر ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تنسوا العظيمتين " . قلنا : وما العظيمتان يا رسول الله ؟ قال : " الجنة والنار " .
وقال كلثوم بن عياض القشيري ، على منبر دمشق أيام هشام بن عبد الملك : من آثر الله آثره الله ، فرحم الله عبدا استعان بنعمته على طاعته ، ولم يستعن بنعمته على معصيته; فإنه لا يأتي على صاحب الجنة ساعة إلا وهو يزداد فيها صنفا من النعمة لم يكن يعرفه ، ولا يأتي على صاحب العذاب ساعة إلا وهو يستنكر لشيء من العذاب لم يكن يعرفه . كان هذا الرجل متوليا على دمشق أيام هشام بن عبد الملك ، ثم بعثه إلى غزو بلاد المغرب ، فقتل هناك ، رحمه الله . أورده ابن عساكر .
......................................
قوله تعالى والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم قوله تعالى والله يدعو إلى دار السلام لما ذكر وصف هذه الدار وهي دار الدنيا وصف الآخرة فقال : إن الله لا يدعوكم إلى جمع الدنيا بل يدعوكم إلى الطاعة لتصيروا إلى دار السلام ، أي إلى الجنة . قال قتادة والحسن : السلام هو الله ، وداره الجنة ; وسميت الجنة دار السلام لأن من دخلها سلم من الآفات . ومن أسمائه سبحانه السلام ، وقد بيناه في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى " . ويأتي في سورة " الحشر " إن شاء الله . وقيل : المعنى والله يدعو إلى دار السلامة . والسلام والسلامة بمعنى كالرضاع والرضاعة ; قاله الزجاج . قال الشاعر :
تحيي بالسلامة أم بكر وهل لك بعد قومك من سلام وقيل : أراد والله يدعو إلى دار التحية ; لأن أهلها ينالون من الله التحية والسلام ، وكذلك من الملائكة . قال الحسن : إن السلام لا ينقطع عن أهل الجنة ، وهو تحيتهم ; كما قال : وتحيتهم فيها سلام . وقال يحيى بن معاذ : يا ابن آدم ، دعاك الله إلى دار السلام فانظر من أين تجيبه ، فإن أجبته من دنياك دخلتها ، وإن أجبته من قبرك منعتها . وقال ابن عباس : الجنان سبع : دار الجلال ، ودار السلام ، وجنة عدن ، وجنة المأوى ، وجنة الخلد ، وجنة الفردوس ، وجنة النعيم .
قوله تعالى ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم عم بالدعوة إظهارا لحجته ، وخص بالهداية استغناء عن خلقه . والصراط المستقيم ، قيل : كتاب الله ; رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الصراط المستقيم كتاب الله تعالى . [ ص: 242 ] وقيل : الإسلام ; رواه النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : الحق ; قاله قتادة ومجاهد . وقيل : رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما . وروى جابر بن عبد الله قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه اضرب له مثلا فقال له اسمع سمعت أذناك واعقل عقل قلبك وإنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه فالله الملك والدار الإسلام والبيت الجنة وأنت يا محمد الرسول فمن أجابك دخل في الإسلام ومن دخل في الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل مما فيها ثم تلا يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم . ثم تلا قتادة ومجاهد : والله يدعو إلى دار السلام . وهذه الآية بينة الحجة في الرد على القدرية ; لأنهم قالوا : هدى الله الخلق كلهم إلى صراط مستقيم ، والله قال : ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم فردوا على الله نصوص القرآن .
الجامع لأحكام القرآن »
سورة يونس »
قوله تعالى والله يدعو إلى دار السلام
[ عرض الكتاب ]
-------------
ذكر أن الجنة حفت بالمكاره ، وهى الأعمال الشاقة على الأنفس من فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والصبر على المكروهات ، كقوله : " إسباغ الوضوء على المكاره ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة " . وأن النار حفت بالشهوات
قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت [ ص: 388 ] البناني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " . وهكذا رواه مسلم والترمذي ، من حديث حماد بن سلمة ، عن ثابت - زاد مسلم : وحميد - كلاهما عن أنس ، به ، وقال الترمذي : صحيح غريب .
وقال أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن يحيى بن النضر ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " . تفرد به أحمد ، وإسناده جيد حسن لما له من الشواهد .
وقال أحمد : حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا محمد بن عمرو ، حدثنا أبو سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل ، قال : انظر إليها ، وإلى ما أعددت فيها لأهلها . فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها ، فرجع إليه ، فقال : وعزتك ، لا يسمع بها أحد إلا دخلها . فأمر بها ، فحجبت بالمكاره ، قال : ارجع إليها ، فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها " . قال : " فرجع إليها ، فإذا هي قد حجبت بالمكاره ، فرجع إليه ، فقال : وعزتك ، لقد خشيت أن لا يدخلها أحد قال : اذهب إلى النار ، فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها . فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد [ ص: 389 ] لأهلها فيها ، فإذا هي يركب بعضها بعضا ، فرجع فقال : وعزتك ، لا يسمع بها أحد فيدخلها . فأمر بها فحفت بالشهوات ، فرجع فقال : وعزتك ، لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها " . تفرد به أحمد ، وإسناده صحيح .
وقال أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا المسعودي ، عن داود بن يزيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أكثر ما يلج به الإنسان النار الأجوفان ; الفرج والفم ، وأكثر ما يلج به الإنسان الجنة تقوى الله ، وحسن الخلق " .
..............................
[ ص: 177 ] أحمد بن حنبل ( ع )
هو الإمام حقا ، وشيخ الإسلام صدقا ، أبو عبد الله ، أحمد بن [ ص: 178 ] محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي ، أحد الأئمة الأعلام . هكذا ساق نسبه ولده عبد الله ، واعتمده أبو بكر الخطيب في " تاريخه " وغيره .
وقال الحافظ أبو محمد بن أبي حاتم في كتاب " مناقب أحمد " : حدثنا صالح بن أحمد قال : وجدت في كتاب أبي نسبه ، فساقه إلى مازن ، كما مر ، ثم قال : ابن هذيل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة ، كذا قال : هذيل ، وهو وهم وزاد بعد وائل : ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن نبت بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم ، صلوات الله عليه .
وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا صالح بن أحمد فذكر النسب ، فقال فيه ذهل على الصواب . وهكذا نقل إسحاق الغسيلي عن صالح . وأما قول عباس الدوري ، وأبي بكر بن أبي داود : إن الإمام أحمد [ ص: 179 ] من بني ذهل بن شيبان فوهم ، غلطهما الخطيب وقال : إنما هو من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، ثم قال : وذهل بن ثعلبة هم عم ذهل بن شيبان بن ثعلبة . فينبغي أن يقال فيه : أحمد بن حنبل الذهلي على الإطلاق . وقد نسبه أبو عبد الله البخاري إليهما معا .
وأما ابن ماكولا فمع بصره بهذا الشأن وهم أيضا . وقال في نسبه : مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، وما تابعه على هذا أحد . وكان محمد والد أبي عبد الله من أجناد مرو ، مات شابا له نحو من ثلاثين سنة . وربي أحمد يتيما ، وقيل : إن أمه تحولت من مرو ، وهي حامل به .
فقال صالح ، قال لي أبي : ولدت في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة قال صالح : جيء بأبي حمل من مرو ، فمات أبوه شابا ، فوليته أمه .
وقال عبد الله بن أحمد ، وأحمد بن أبي خيثمة : ولد في ربيع الآخر .
قال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : طلبت الحديث سنة تسع وسبعين ، فسمعت بموت حماد بن زيد ، وأنا في مجلس هشيم .
قال صالح : قال أبي : ثقبت أمي أذني فكانت تصر فيهما لؤلؤتين ، فلما ترعرعت ، نزعتهما ، فكانت عندها ، ثم دفعتهما إلي ، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما .
قال أبو داود : سمعت يعقوب الدورقي ، سمعت أحمد يقول : ولدت في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة .
شيوخه [ ص: 180 ] طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة ، في العام الذي مات فيه مالك ، وحماد بن زيد . فسمع من إبراهيم بن سعد قليلا ، ومن هشيم بن بشير فأكثر ، وجود ، ومن عباد بن عباد المهلبي ، ومعتمر بن سليمان التيمي ، وسفيان بن عيينة الهلالي ، وأيوب بن النجار ، ويحيى بن أبي زائدة ، وعلي بن هاشم بن البريد وقران بن تمام ، وعمار بن محمد الثوري ، والقاضي أبي يوسف ، وجابر بن نوح الحماني ، وعلي بن غراب القاضي ، وعمر بن عبيد الطنافسي ، وأخويه يعلى ، ومحمد ، والمطلب بن زياد ، ويوسف بن الماجشون ، وجرير بن عبد الحميد ، وخالد بن الحارث ، وبشر بن المفضل ، وعباد بن العوام ، وأبي بكر بن عياش ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، وعبدة بن سليمان ، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، والنضر بن إسماعيل البجلي ، وأبي خالد الأحمر ، وعلي بن ثابت الجزري ، وأبي عبيدة الحداد ، وعبيدة بن حميد الحذاء ، ومحمد بن سلمة الحراني ، وأبي معاوية الضرير ، وعبد الله بن إدريس ، ومروان بن معاوية ، وغندر ، وابن علية ، ومخلد بن يزيد الحراني ، وحفص بن غياث ، وعبد الوهاب الثقفي ، ومحمد بن فضيل ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن سليم حديثا واحدا ، ومحمد بن يزيد الواسطي ، ومحمد بن الحسن المزني الواسطي ، ويزيد بن هارون ، وعلي بن عاصم ، وشعيب بن حرب ، ووكيع فأكثر ، ويحيى القطان فبالغ ، ومسكين بن بكير ، وأنس بن عياض الليثي ، وإسحاق الأزرق ، ومعاذ بن [ ص: 181 ] معاذ ، ومعاذ بن هشام ، وعبد الأعلى السامي ، ومحمد بن أبي عدي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن نمير ، ومحمد بن بشر ، وزيد بن الحباب ، وعبد الله بن بكر ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأبي عاصم ، وعبد الرزاق ، وأبي نعيم ، وعفان ، وحسين بن علي الجعفي ، وأبي النضر ، ويحيى بن آدم ، وأبي عبد الرحمن المقرئ ، وحجاج بن محمد ، وأبي عامر العقدي ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وروح بن عبادة ، وأسود بن عامر ، ووهب بن جرير ، ويونس بن محمد ، وسليمان بن حرب ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وخلائق إلى أن ينزل في الرواية عن قتيبة بن سعيد ، وعلي ابن المديني ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وهارون بن معروف ، وجماعة من أقرانه . فعدة شيوخه الذين روى عنهم في " المسند " مائتان وثمانون ونيف .
قال عبد الله : حدثني أبي ، قال حدثنا علي بن عبد الله ، وذلك قبل المحنة . قال عبد الله : ولم يحدث أبي عنه بعد المحنة بشيء .
قلت : يريد عبد الله بهذا القول أن أباه لم يحمل عنه بعد المحنة شيئا ، وإلا فسماع عبد الله بن أحمد لسائر كتاب " المسند " من أبيه كان بعد المحنة بسنوات في حدود سنة سبع وثمان وعشرين ومائتين ، وما سمع عبد الله شيئا من أبيه ولا من غيره إلا بعد المحنة ، فإنه كان أيام المحنة صبيا مميزا ما كان حله يسمع بعد والله أعلم .
حدث عنه البخاري حديثا ، وعن أحمد بن الحسن عنه حديثا آخر في المغازي . وحدث عنه مسلم ، وأبو داود بجملة وافرة ، وروى أبو داود ، والنسائي ، والترمذي ، وابن ماجه عن رجل عنه ، وحدث عنه أيضا ولداه صالح وعبد الله ، وابن عمه حنبل بن إسحاق ، وشيوخه عبد الرزاق ، [ ص: 182 ] والحسن بن موسى الأشيب ، وأبو عبد الله الشافعي ، لكن الشافعي لم يسمه ، بل قال : حدثني الثقة . وحدث عنه علي ابن المديني ، ويحيى بن معين ، ودحيم ، وأحمد بن صالح ، وأحمد بن أبي الحواري ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن الفرات ، والحسن بن الصباح البزار ، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، وحجاج بن الشاعر ، ورجاء بن مرجى ، وسلمة بن شبيب ، وأبو قلابة الرقاشي ، والفضل بن سهل الأعرج ، ومحمد بن منصور الطوسي ، وزياد بن أيوب ، وعباس الدوري ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، وإسحاق الكوسج ، وأبو بكر الأثرم ، وإبراهيم الحربي ، وأبو بكر المروذي وأبو زرعة الدمشقي ، وبقي بن مخلد ، وأحمد بن أصرم المغفلي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن ملاعب ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وموسى بن هارون ، وأحمد بن علي الأبار ، ومحمد بن عبد الله مطين وأبو طالب أحمد بن حميد ، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري ، وولده إسحاق بن إبراهيم ، وبدر المغازلي ، وزكريا بن يحيى الناقد ، ويوسف بن موسى الحربي ، وأبو محمد فوران ، وعبدوس بن مالك العطار ، ويعقوب بن بختان ، ومهنى بن يحيى الشامي ، وحمدان بن علي الوراق ، وأحمد بن محمد القاضي البرتي ، والحسين بن إسحاق التستري ، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني ، وأحمد بن يحيى ثعلب ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد ، وعمر بن حفص السدوسي ، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي ، ومحمد بن عبد [ ص: 183 ] الرحمن السامي ، وعبد الله بن محمد البغوي ، وأمم سواهم . وقد جمع أبو محمد الخلال جزءا في تسمية الرواة عن أحمد سمعناه من الحسن بن علي ، عن جعفر ، عن السلفي ، عن جعفر السراج عنه ، فعد فيهم وكيع بن الجراح ، ويحيى بن آدم .
قال الخطيب في كتاب " السابق " : أخبرنا أبو سعيد الصيرفي ، حدثنا الأصم ، حدثنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا الثقة من أصحابنا ، عن يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق ، أن عمر قال : إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة .
قال ابن أبي حاتم : أخبرنا أبو زرعة أن أحمد أصله بصري ، وخطته بمرو ، وحدثنا صالح سمعت أبي يقول : مات هشيم فخرجت إلى الكوفة سنة ثلاث وثمانين ، وأول رحلاتي إلى البصرة سنة ست . وخرجت إلى سفيان سنة سبع فقدمنا ، وقد مات الفضيل بن عياض . وحججت خمس حجج ، منها ثلاث راجلا ، أنفقت في إحداها ثلاثين درهما . وقدم ابن المبارك في سنة تسع وسبعين ، وفيها أول سماعي من هشيم ، فذهبت إلى مجلس ابن المبارك ، فقالوا : قد خرج إلى طرسوس ، وكتبت عن هشيم أكثر من ثلاثة آلاف . ولو كان عندي خمسون درهما ، لخرجت إلى جرير إلى الري . قلت : قد سمع منه أحاديث . قال : وسمعت أبي يقول : كتبت عن إبراهيم بن سعد في ألواح ، وصليت خلفه غير مرة ، فكان يسلم واحدة . وقد روى عن أحمد من شيوخه ابن مهدي . فقرأت على إسماعيل بن الفراء ، أخبرنا ابن قدامة ، أخبرنا المبارك بن [ ص: 184 ] خضير ، أخبرنا أبو طالب اليوسفي ، أخبرنا إبراهيم بن عمر ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا ابن أبي حاتم ، حدثنا أحمد بن سنان ، سمعت ، عبد الرحمن بن مهدي يقول : كان أحمد بن حنبل عندي ، فقال : نظرنا فيما كان يخالفكم فيه وكيع ، أو فيما يخالف وكيع الناس ، فإذا هي نيف وستون حديثا .
روى صالح بن أحمد ، عن أبيه ، قال : مات هشيم ، وأنا ابن عشرين سنة ، وأنا أحفظ ما سمعت منه .
عرض في كتاب سير أعلام النبلاء 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق