ذكر كلام الرب تعالى مع آدم ، عليه السلام
قال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أول من يدعى يوم القيامة آدم ، فيقال : هذا أبوكم آدم . فيقول : يا رب ، لبيك وسعديك . فيقول له ربنا : أخرج نصيب جهنم من ذريتك . فيقول : يا رب ، وكم؟ فيقول : من كل مائة تسعة وتسعين " . فقلنا : يا رسول الله ، أرأيت إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعين ، فماذا يبقى منا؟ قال : " إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود " .
ورواه البخاري عن إسماعيل بن عبد الله ، عن أخيه ، عن سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد الديلي ، عن سالم أبي الغيث ، مولى ابن مطيع ، عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول من يدعى يوم القيامة آدم ، فتراءى ذريته ، فيقال : هذا أبوكم آدم . فيقول : لبيك وسعديك . فيقول : أخرج بعث جهنم من ذريتك " . وذكر تمامه كما تقدم .
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم ، قم فابعث بعث النار . فيقول : لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، يا رب ، وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين . قال : فحينئذ يشيب المولود ، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد [ ص: 483 ] [ الحج : 2 ] .
قال : فيقولون : فأينا ذلك الواحد؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومأجوج ، ومنكم واحد " . قال : فقال الناس : الله أكبر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " . قال : فكبر الناس . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض " .
ورواه البخاري ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، به . ورواه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع به ، وأخرجاه من طرق أخر ، عن الأعمش ، به .
وفى " صحيح البخاري " عن بندار ، عن غندر ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة ، فقال : " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ " قلنا : نعم . قال : " أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ " . قلنا : نعم . قال : " أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟ " . قلنا : نعم . قال : " والذي نفس محمد [ ص: 484 ] بيده ، إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر " .
................................
[ ص: 6 ] قوله تعالى : يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد
قوله تعالى : يوم ترونها الهاء في ( ترونها ) عائدة عند الجمهور على الزلزلة ؛ ويقوي هذا تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها والرضاع والحمل إنما هو في الدنيا . وقالت فرقة : الزلزلة في يوم القيامة ؛ واحتجوا بحديث عمران بن حصين الذي ذكرناه ، وفيه : أتدرون أي يوم ذلك . . . الحديث . وهو الذي يقتضيه سياق مسلم في حديث أبي سعيد الخدري .
قوله : ( تذهل ) أي تشتغل ؛ قاله قطرب . وأنشد :
ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله وقيل : تنسى . وقيل : تلهو ؛ وقيل : تسلو ؛ والمعنى متقارب . عما أرضعت قال المبرد : ( ما ) بمعنى المصدر ؛ أي تذهل عن الإرضاع . قال : وهذا يدل على أن هذه الزلزلة في الدنيا ؛ إذ ليس بعد البعث حمل وإرضاع . إلا أن يقال : ما ماتت حاملا تبعث حاملا فتضع حملها للهول . ومن ماتت مرضعة بعثت كذلك . ويقال : هذا كما قال الله - عز وجل - : يوما يجعل الولدان شيبا . وقيل : تكون مع النفخة الأولى . وقيل : تكون مع قيام الساعة ، حتى يتحرك الناس من قبورهم في النفخة الثانية . ويحتمل أن تكون الزلزلة في الآية عبارة عن أهوال يوم القيامة ؛ كما قال تعالى : مستهم البأساء والضراء وزلزلوا . وكما قال : عليه السلام - : اللهم اهزمهم وزلزلهم . وفائدة ذكر هول ذلك اليوم التحريض على التأهب له ، والاستعداد بالعمل الصالح . وتسمية الزلزلة ب شيء إما لأنها حاصلة متيقن وقوعها ، فيستسهل لذلك أن تسمى شيئا وهي معدومة ؛ إذ اليقين يشبه الموجودات . وإما على المآل ؛ أي هي إذا وقعت شيء عظيم . وكأنه لم يطلق الاسم الآن ، بل المعنى أنها إذا كانت فهي إذا شيء عظيم ، [ ص: 7 ] ولذلك تذهل المراضع وتسكر الناس ؛ كما قال : وترى الناس سكارى أي من هولها ومما يدركهم من الخوف والفزع . ( وما هم بسكارى ) من الخمر . وقال أهل المعاني : وترى الناس كأنهم سكارى . يدل عليه قراءة أبي زرعة هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله ( وترى الناس ) بضم التاء ؛ أي تظن ويخيل إليك . وقرأ حمزة ، والكسائي ، ( سكرى ) بغير ألف . الباقون ( سكارى ) وهما لغتان لجمع سكران ؛ مثل كسلى وكسالى . والزلزلة : التحريك العنيف . والذهول . الغفلة عن الشيء بطروء ما يشغل عنه من هم أو وجع أو غيره . قال ابن زيد : المعنى تترك ولدها للكرب الذي نزل بها .
ورواه البخاري عن إسماعيل بن عبد الله ، عن أخيه ، عن سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد الديلي ، عن سالم أبي الغيث ، مولى ابن مطيع ، عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول من يدعى يوم القيامة آدم ، فتراءى ذريته ، فيقال : هذا أبوكم آدم . فيقول : لبيك وسعديك . فيقول : أخرج بعث جهنم من ذريتك " . وذكر تمامه كما تقدم .
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم ، قم فابعث بعث النار . فيقول : لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، يا رب ، وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين . قال : فحينئذ يشيب المولود ، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد [ ص: 483 ] [ الحج : 2 ] .
قال : فيقولون : فأينا ذلك الواحد؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومأجوج ، ومنكم واحد " . قال : فقال الناس : الله أكبر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " . قال : فكبر الناس . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض " .
ورواه البخاري ، عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، به . ورواه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع به ، وأخرجاه من طرق أخر ، عن الأعمش ، به .
وفى " صحيح البخاري " عن بندار ، عن غندر ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة ، فقال : " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ " قلنا : نعم . قال : " أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ " . قلنا : نعم . قال : " أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟ " . قلنا : نعم . قال : " والذي نفس محمد [ ص: 484 ] بيده ، إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر " .
................................
[ ص: 6 ] قوله تعالى : يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد
قوله تعالى : يوم ترونها الهاء في ( ترونها ) عائدة عند الجمهور على الزلزلة ؛ ويقوي هذا تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها والرضاع والحمل إنما هو في الدنيا . وقالت فرقة : الزلزلة في يوم القيامة ؛ واحتجوا بحديث عمران بن حصين الذي ذكرناه ، وفيه : أتدرون أي يوم ذلك . . . الحديث . وهو الذي يقتضيه سياق مسلم في حديث أبي سعيد الخدري .
قوله : ( تذهل ) أي تشتغل ؛ قاله قطرب . وأنشد :
ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله وقيل : تنسى . وقيل : تلهو ؛ وقيل : تسلو ؛ والمعنى متقارب . عما أرضعت قال المبرد : ( ما ) بمعنى المصدر ؛ أي تذهل عن الإرضاع . قال : وهذا يدل على أن هذه الزلزلة في الدنيا ؛ إذ ليس بعد البعث حمل وإرضاع . إلا أن يقال : ما ماتت حاملا تبعث حاملا فتضع حملها للهول . ومن ماتت مرضعة بعثت كذلك . ويقال : هذا كما قال الله - عز وجل - : يوما يجعل الولدان شيبا . وقيل : تكون مع النفخة الأولى . وقيل : تكون مع قيام الساعة ، حتى يتحرك الناس من قبورهم في النفخة الثانية . ويحتمل أن تكون الزلزلة في الآية عبارة عن أهوال يوم القيامة ؛ كما قال تعالى : مستهم البأساء والضراء وزلزلوا . وكما قال : عليه السلام - : اللهم اهزمهم وزلزلهم . وفائدة ذكر هول ذلك اليوم التحريض على التأهب له ، والاستعداد بالعمل الصالح . وتسمية الزلزلة ب شيء إما لأنها حاصلة متيقن وقوعها ، فيستسهل لذلك أن تسمى شيئا وهي معدومة ؛ إذ اليقين يشبه الموجودات . وإما على المآل ؛ أي هي إذا وقعت شيء عظيم . وكأنه لم يطلق الاسم الآن ، بل المعنى أنها إذا كانت فهي إذا شيء عظيم ، [ ص: 7 ] ولذلك تذهل المراضع وتسكر الناس ؛ كما قال : وترى الناس سكارى أي من هولها ومما يدركهم من الخوف والفزع . ( وما هم بسكارى ) من الخمر . وقال أهل المعاني : وترى الناس كأنهم سكارى . يدل عليه قراءة أبي زرعة هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله ( وترى الناس ) بضم التاء ؛ أي تظن ويخيل إليك . وقرأ حمزة ، والكسائي ، ( سكرى ) بغير ألف . الباقون ( سكارى ) وهما لغتان لجمع سكران ؛ مثل كسلى وكسالى . والزلزلة : التحريك العنيف . والذهول . الغفلة عن الشيء بطروء ما يشغل عنه من هم أو وجع أو غيره . قال ابن زيد : المعنى تترك ولدها للكرب الذي نزل بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق