الله أكبر كبيرا

كتاب جواهر القرآن أبو حامد الغزالي مكتبة العلوم الشاملة /مكتبة العلوم الشاملة /https://sluntt.blogspot.com/

الأحد، 25 يوليو 2021

سجن في جهنم يقال له : بولس , وجب الحزن

 سجن في جهنم يقال له : بولس

تقدم ذكره في حديث رواه الإمام أحمد ، من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .  

جب الحزن

قال علي بن حرب : حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، حدثنا عمار بن [ ص: 164 ] سيف ، عن أبي معاذ ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استعيذوا بالله من جب الحزن " . قالوا : يا رسول الله ، وما جب الحزن ؟ قال : " واد في جهنم تستعيذ جهنم منه كل يوم أربعمائة مرة ، أعده الله للقراء المرائين بأعمالهم ، وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يؤازرون الأمراء الجورة " .

ورواه الترمذي ، وابن ماجه ، من حديث عمار بن سيف ، عن أبي معان - وهو الصواب - به . اختصره الترمذي ، وقال : غريب . وعنده : " مائة مرة " . وبسطه ابن ماجه ، وعنده : " يزورون الأمراء الجورة " . 

........................................ 

[ ص: 578 ] أبو هريرة ( ع )

الإمام الفقيه المجتهد الحافظ ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبو هريرة الدوسي اليماني . سيد الحفاظ الأثبات .

اختلف في اسمه على أقوال جمة ، أرجحها : عبد الرحمن بن صخر . وقيل : ابن غنم . وقيل : كان اسمه : عبد شمس ، وعبد الله . وقيل : سكين . وقيل : عامر . وقيل : برير . وقيل : عبد بن غنم . وقيل : عمرو . وقيل : سعيد .

وكذا في اسم أبيه أقوال .

قال هشام بن الكلبي : هو عمير بن عامر بن ذي الشرى بن طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد

وهذا بعينه قاله خليفة بن خياط في نسبه ; لكنه قال : " عتاب " في " عيان " ، وقال : " منبه " في " هنية " . [ ص: 579 ]

ويقال : كان في الجاهلية اسمه : عبد شمس ، أبو الأسود ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله ، وكناه : أبا هريرة .

والمشهور عنه أنه كني بأولاد هرة برية . قال : وجدتها ، فأخذتها في كمي ; فكنيت بذلك .

قال الطبراني : وأمه - رضي الله عنها- هي : ميمونة بنت صبيح .

حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم- علما كثيرا طيبا مباركا فيه - لم يلحق في كثرته- وعن أبي ، وأبي بكر ، وعمر ، وأسامة ، وعائشة ، والفضل ، وبصرة بن أبي بصرة ، وكعب الحبر .

حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين ، فقيل : بلغ عدد أصحابه ثمان مائة ، فاقتصر صاحب " التهذيب " ، فذكر من له رواية عنه في كتب الأئمة الستة ، وهم : إبراهيم بن إسماعيل ، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين ، وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري - ويقال : عبد الله بن إبراهيم - وإسحاق مولى زائدة ، وأسود بن هلال ، وأغر بن سليك ، والأغر أبو مسلم ، وأنس بن حكيم ، وأنس بن مالك ، وأوس بن خالد . وبسر بن سعيد ، وبشير بن نهيك ، وبشير بن كعب ، وبعجة بن عبد الله الجهني ، وبكير بن فيروز . وثابت بن عياض وثابت بن قيس الزرقي ، وثور بن عفير . وجابر بن عبد الله ، وجبر بن عبيدة ، وجعفر بن عياض ، وجمهان [ ص: 580 ] الأسلمي ، والجلاس . والحارث بن مخلد ، وحريث بن قبيصة ، والحسن البصري ، وحصين بن اللجلاج - ويقال : خالد ، ويقال : قعقاع - وحصين بن مصعب ، وحفص بن عاصم بن عمر ، وحفص بن عبد الله بن أنس ، والحكم بن ميناء ، وحكيم بن سعد ، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وحميد بن عبد الرحمن ، وحميد بن مالك ، وحنظلة بن علي ، وحيان بن بسطام ، والد سليم . وخالد بن عبد الله ، وخالد بن غلاق ، وخباب صاحب المقصورة ، وخلاس ، وخيثمة بن عبد الرحمن . وذهيل بن عوف . وربيعة الجرشي ، ورميح الجذامي . وزرارة بن أوفى ، وزفر بن صعصعة - بخلف- وزياد بن ثويب ، وزياد بن رياح ، وزياد بن قيس ، وزياد الطائي ، وزيد بن أسلم - مرسل- وزيد بن أبي عتاب . وسالم العمري ، وسالم بن أبي الجعد ، وسالم أبو الغيث ، وسالم مولى النصريين وسحيم الزهري ، وسعد بن هشام ، وسعيد بن الحارث ، وسعيد بن أبي الحسن ، وسعيد بن حيان ، وسعيد المقبري ، وسعيد بن سمعان ، وسعيد بن عمرو بن الأشدق ، وسعيد ابن مرجانة ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن أبي هند ، وسعيد بن يسار ، وسلمان [ ص: 581 ] الأغر ، وسلمة بن الأزرق ، وسلمة الليثي ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وسليمان بن سنان ، وسليمان بن يسار ، وسنان بن أبي سنان . وشتير - وقيل : سمير - بن نهار ، وشداد أبو عمار ، وشريح بن هانئ ، وشفي بن ماتع ، وشقيق بن سلمة ، وشهر بن حوشب . وصالح بن درهم ، وصالح بن أبي صالح ، وصالح مولى التوأمة ، وصعصعة بن مالك ، وصهيب العتواري . والضحاك بن شرحبيل ، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم ، وضمضم بن جوس . وطارق بن محاسن وطاوس اليماني . وعامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعامر بن سعد البجلي ، وعامر الشعبي ، وعباد أخو سعيد المقبري ، وعباس الجشمي ، وعبد الله بن ثعلبة بن صعير ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث ، وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، وأبو سلمة عبد الله بن رافع الحضرمي ، وعبد الله بن رباح الأنصاري ، وعبد الله بن سعد مولى عائشة ، وعبد الله بن أبي سليمان ، وعبد الله بن شقيق ، وعبد الله بن ضمرة ، وابن عباس ، وابن ابن عمر عبيد الله - وقيل : عبد الله - وعبد الله بن عبد الرحمن الدوسي ، وعبد الله بن عتبة [ ص: 582 ] الهذلي ، وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري ، وعبد الله بن فروخ ، وعبد الله بن يامين ، وعبد الحميد بن سالم ، وعبد الرحمن بن آدم ، وعبد الرحمن بن أذينة ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الرحمن بن حجيرة ، وعبد الرحمن بن أبي حدرد ، وعبد الرحمن بن خالد بن ميسرة ، وعبد الرحمن بن سعد مولى الأسود . وعبد الرحمن بن سعد المقعد ، وعبد الرحمن بن الصامت ، وابن الهضهاض ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، وعبد الرحمن بن أبي عمرة ، وعبد الرحمن بن غنم ، وعبد الرحمن بن أبي كريمة ، والد السدي ، وعبد الرحمن بن مهران ، مولى أبي هريرة ، وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي . وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعبد الرحمن بن يعقوب الحرقي ، وعبد العزيز بن مروان ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن - بخلف- وعبد الملك بن يسار ، وعبيد الله بن أبي رافع النبوي ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب ، وعبيد بن حنين ، وعبيد بن سلمان ، وعبيد بن أبي عبيد ، وعبيد بن عمير الليثي ، وعبيدة بن سفيان ، وعثمان بن أبي سودة ، وعثمان بن شماس - بخلف - وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعجلان ، والد محمد ، وعجلان ، مولى المشمعل ، وعراك بن مالك ، وعروة بن الزبير ، وعروة بن تميم ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطاء بن أبي علقمة ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني - ولم يدركه- وعطاء بن مينا ، وعطاء بن يزيد ، وعطاء بن يسار ، وعطاء مولى ابن أبي أحمد . وعطاء مولى أم صبية ، وعطاء الزيات - إن صح- وعكرمة بن خالد - وما أظنه لحقه- وعكرمة العباسي ، وعلقمة بن بجالة ، وعلي بن الحسين ، وعلي بن رباح ، وعلي بن شماخ - إن صح- وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ، وعمارة - وقيل : عمرو- بن أكيمة الليثي ، وعمر بن الحكم بن ثوبان ، وعمر بن الحكم بن رافع ، [ ص: 583 ] وعمر بن خلدة قاضي المدينة ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن أبي سفيان ، وعمرو بن سليم الزرقي ، وعمرو بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي ، وعمرو بن عمير ، وعمرو بن قهيد ، وعمرو بن ميمون الأودي ، وعمير بن الأسود العنسي ، وعمير بن هانئ العنسي ، وعنبسة بن سعيد بن العاص ، وعوف بن الحارث ، رضيع عائشة ، والعلاء بن زياد العدوي ، وعيسى بن طلحة . والقاسم بن محمد ، وقبيصة بن ذؤيب ، وقسامة بن زهير ، والقعقاع بن حكيم - ولم يلقه - وقيس بن أبي حازم . وكثير بن مرة ، وكعب المدني ، وكليب بن شهاب ، وكميل بن زياد ، وكنانة مولى صفية . ومالك بن أبي عامر الأصبحي ، ومجاهد ، والمحرر بن أبي هريرة ، ومحمد بن إياس بن البكير ، ومحمد بن ثابت ، ومحمد بن زياد ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن شرحبيل ، ومحمد بن أبي عائشة ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، ومحمد بن عمار القرظ . ومحمد بن عمرو بن عطاء - بخلف - ومحمد بن عمير ، ومحمد بن قيس بن مخرمة ، ومحمد بن كعب القرظي ، ومحمد بن مسلم الزهري - ولم يلحقه- ومحمد بن المنكدر ، ومروان بن الحكم ، ومضارب بن حزن ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، والمطوس - ويقال : أبو المطوس - ومعبد بن عبد الله بن هشام والد زهرة . والمغيرة بن أبي بردة ، ومكحول - ولم يره - والمنذر أبو نضرة العبدي ، وموسى بن طلحة ، وموسى بن وردان ، وموسى بن يسار ، وميمون بن مهران ، ومينا مولى عبد الرحمن بن عوف . [ ص: 584 ] ونافع بن جبير ، ونافع بن عباس ، مولى أبي قتادة ، ونافع بن أبي نافع ، مولى أبي أحمد ، ونافع العمري ، والنضر بن سفيان ، ونعيم المجمر . وهمام بن منبه ، وهلال بن أبي هلال ، والهيثم بن أبي سنان ، وواثلة بن الأسقع ، والوليد بن رباح . ويحيى بن جعدة ، ويزيد بن الأصم ، ويحيى بن أبي صالح ، ويحيى بن النضر الأنصاري ، ويحيى بن يعمر ، ويزيد بن رومان - ولم يلحقه - ويزيد بن عبد الله بن الشخير ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط ، ويزيد بن عبد الرحمن الأودي - والد إدريس ، ويزيد بن هرمز . ويزيد مولى المنبعث ، ويعلى بن عقبة ، ويعلى بن مرة ، ويوسف بن ماهك . وأبو إدريس الخولاني ، وأبو إسحاق مولى بني هاشم ، وأبو أمامة بن سهل ، وأبو أيوب المراغي ، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وأبو تميمة الهجيمي ، وأبو ثور الأزدي ، وأبو جعفر المدني - فإن كان الباقر فمرسل- وأبو الجوزاء الربعي ، وأبو حازم الأشجعي ، وأبو الحكم البجلي ، وأبو الحكم مولى بني ليث ، وأبو حميد - فيقال : هو عبد الرحمن بن سعد المقعد - وأبو حي المؤذن . وأبو خالد البجلي ، والد إسماعيل ، وأبو خالد الوالبي ، وأبو خالد ، مولى آل جعدة ، وأبو رافع الصائغ ، وأبو الربيع المدني ، وأبو رزين الأسدي ، وأبو زرعة البجلي ، وأبو زيد ، وأبو السائب مولى هشام بن زهرة ، وأبو سعد الخير - حمصي ، ويقال : أبو سعيد - وأبو سعيد بن أبي المعلى ، وأبو سعيد الأزدي وأبو سعيد المقبري . وأبو سعيد مولى ابن عامر ، وأبو سفيان [ ص: 585 ] مولى ابن أبي أحمد ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو السليل القيسي وأبو الشعثاء المحاربي ، وأبو صالح الأشعري ، وأبو صالح الحنفي ، وأبو صالح الخوزي ، وأبو صالح السمان ، وأبو صالح مولى ضباعة ، وأبو الصلت ، وأبو الضحاك ، وأبو العالية الرياحي ، وأبو عبد الله الدوسي ، وأبو عبد الله القراظ ، وأبو عبد الله مولى الجندعيين . وأبو عبد العزيز ، وأبو عبد الملك ، مولى أم مسكين . وأبو عبيد مولى ابن أزهر ، وأبو عثمان التبان ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو عثمان الطنبذي ، وأبو عثمان آخر ، وأبو علقمة مولى بني هاشم ، وأبو عمر الغداني ، وأبو غطفان المري ، وأبو قلابة الجرمي - مرسل - وأبو كباش العيشي . وأبو كثير السحيمي ، وأبو المتوكل الناجي ، وأبو مدلة ، مولى عائشة ، وأبو مرة مولى عقيل ، وأبو مريم الأنصاري ، وأبو مزاحم - مدني - وأبو مزرد ، وأبو المهزم البصري ، وأبو ميمونة - مدني - وأبو هاشم الدوسي ، وأبو الوليد مولى عمرو بن حريث ، وأبو يحيى مولى آل جعدة ، وأبو يحيى الأسلمي ، هو وأبو يونس مولى أبي هريرة . وابن حسنة الجهني ، وابن سيلان ، وابن مكرز- شامي - وابن وثيمة النصري . وكريمة بنت الحسحاس ، وأم الدرداء الصغرى .






عرض في كتاب سير أعلام النبلاء




 جب الفلق

قال هشيم : عن العوام بن حوشب ، عن عبد الجبار الخولاني ، قال : قدم علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دمشق ، فرأى ما فيه الناس من الحرص على الدنيا ، والشهوات ، وما هم فيه من زينتها ، فقال : وما يغني [ ص: 165 ] عنهم ذلك ؟ أليس من ورائهم الفلق ؟! قيل له : وما الفلق ؟ قال : جب في النار ، إذا فتح هر منه أهل النار . كذا ، ولم يقل : فر منه أهل النار ، بل هر منه . كذا ذكر ابن عساكر في ترجمة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

........................................

 

ابن عساكر

الإمام العلامة الحافظ الكبير المجود ، محدث الشام ، ثقة الدين أبو القاسم الدمشقي الشافعي ، صاحب " تاريخ دمشق " .

نقلت ترجمته من خط ولده المحدث أبي محمد القاسم بن علي ، فقال : ولد في المحرم في أول الشهر سنة تسع وتسعين وأربعمائة وسمعه أخوه صائن الدين هبة الله في سنة خمس وخمسمائة وبعدها ، وارتحل [ ص: 555 ] إلى العراق في سنة عشرين ، وحج سنة إحدى وعشرين .

قلت : وارتحل إلى خراسان على طريق أذربيجان في سنة تسع وعشرين وخمسمائة .

وهو علي بن الشيخ أبي محمد الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين . فعساكر لا أدري لقب من هو من أجداده ، أو لعله اسم لأحدهم .

سمع : الشريف أبا القاسم النسيب ، وعنده عنه الأجزاء العشرون التي خرجها له شيخه الحافظ أبو بكر الخطيب سمعناها بالاتصال .

وسمع من قوام بن زيد صاحب ابن هزارمرد الصريفيني ، ومن أبي الوحش سبيع بن قيراط صاحب الأهوازي ، ومن أبي طاهر الحنائي ، وأبي الحسن بن الموازيني ، وأبي الفضائل الماسح ، ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي ، والأمين هبة الله بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل الإسفراييني ، وخلق بدمشق .

وأقام ببغداد خمسة أعوام ، يحصل العلم ، فسمع من هبة الله بن الحصين ، وعلي بن عبد الواحد الدينوري ، وقراتكين بن أسعد ، وأبي غالب بن البناء ، وهبة الله بن أحمد بن الطبر ، وأبي الحسن البارع ، وأحمد بن ملوك الوراق ، والقاضي أبي بكر ، وخلق كثير . وبمكة من عبد الله بن محمد المصري الملقب بالغزال . وبالمدينة من عبد الخلاق بن عبد الواسع الهروي . وبأصبهان من الحسين بن عبد الملك الخلال ، وغانم بن خالد ، [ ص: 556 ] وإسماعيل بن محمد الحافظ ، وخلق . وبنيسابور من أبي عبد الله الفراوي ، وأبي محمد السيدي ، وزاهر الشحامي ، وعبد المنعم بن القشيري ، وفاطمة بنت زعبل ، وخلق . وبمرو من يوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد ، وخلق . وبهراة من تميم بن أبي سعيد المؤدب ، وعدة . وبالكوفة من عمر بن إبراهيم الزيدي الشريف . وبهمذان وتبريز والموصل .

وعمل أربعين حديثا بلدانية .

وعدد شيوخه الذي في " معجمه " ألف وثلاثمائة شيخ بالسماع ، وستة وأربعون شيخا أنشدوه ، وعن مائتين وتسعين شيخا بالإجازة ، الكل في " معجمه " ، وبضع وثمانون امرأة لهن " معجم " صغير سمعناه .

وحدث ببغداد والحجاز وأصبهان ونيسابور .

وصنف الكثير .

وكان فهما حافظا متقنا ذكيا بصيرا بهذا الشأن ، لا يلحق شأوه ، ولا يشق غباره ، ولا كان له نظير في زمانه .

حدث عنه : معمر بن الفاخر ، والحافظ أبو العلاء العطار ، والحافظ أبو سعد السمعاني ، وابنه القاسم بن علي ، والإمام أبو جعفر القرطبي ، والحافظ أبو المواهب بن صصرى ، وأخوه أبو القاسم بن صصرى ، وقاضي دمشق أبو القاسم بن الحرستاني ، والحافظ عبد القادر الرهاوي ، والمفتي [ ص: 557 ] فخر الدين عبد الرحمن بن عساكر ، وأخواه زين الأمناء حسن ، وأبو نصر عبد الرحيم ، وأخوهم تاج الأمناء أحمد ، وولده العز النسابة ، ويونس بن محمد الفارقي ، وعبد الرحمن بن نسيم .

والفقيه عبد القادر بن أبي عبد الله البغدادي ، والقاضي أبو نصر بن الشيرازي ، وعلي بن حجاج البتلهي ، وأبو عبد الله محمد بن نصر القرشي ابن أخي الشيخ أبي البيان ، وأبو المعالي أسعد ، والسديد مكي ابنا المسلم بن علان ، ومحمد بن عبد الكريم بن الهادي المحتسب ، وفخر الدين محمد بن عبد الوهاب بن الشيرجي ، وأبو إسحاق إبراهيم وعبد العزيز ابنا أبي طاهر الخشوعي ، وعبد الواحد بن أحمد بن أبي المضاء ، ونصر الله بن عبد الرحمن بن فتيان الأنصاري ، وعبد الجبار بن عبد الغني بن الحرستاني ، ومحمد بن أحمد الماكسيني . ومحاسن بن أبي القاسم الجوبراني ، وسيف الدولة محمد بن غسان ، وعبد الرحمن بن شعلة البيت سوائي ، وخطاب بن عبد الكريم المزي ، وعتيق بن أبي الفضل السلماني ، وعمر بن عبد الوهاب بن البراذعي ، ومحمد بن رومي السقباني ، والرشيد أحمد بن المسلمة ، وبهاء الدين علي بن الجميزي ، وخلق .

وقد روى لشيوخي نحو من أربعين نفسا من أصحاب الحافظ أفردت لهم جزءا . [ ص: 558 ] وكان له إجازات عالية ، فأجاز له مسند بغداد الحاجب أبو الحسن بن العلاف ، وأبو القاسم بن بيان ، وأبو علي بن نبهان الكاتب ، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد ، وغانم البرجي ، وأبو علي الحداد المقرئ ، وعبد الغفار الشيروي صاحب القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري ، وخلق سواهم أجازوا له وهو طفل .

قال ابنه القاسم : روي عنه أشياء من تصانيفه بالإجازة في حياته ، واشتهر اسمه في الأرض ، وتفقه في حداثته على جمال الإسلام أبي الحسن السلمي وغيره ، وانتفع بصحبة جده لأمه القاضي أبي المفضل عيسى بن علي القرشي في النحو ، وعلق مسائل من الخلاف عن أبي سعد بن أبي صالح الكرماني ببغداد ، ولازم الدرس والتفقه بالنظامية ببغداد ، وصنف وجمع فأحسن . قال :

فمن ذلك " تاريخه " في ثمانمائة جزء -قلت : الجزء عشرون [ ص: 559 ] ورقة ، فيكون ستة عشر ألف ورقة- قال : وجمع " الموافقات " في اثنين وسبعين جزءا ، و " عوالي مالك " ، و " الذيل " عليه خمسين جزءا ، و " غرائب مالك " عشرة أجزاء ، و " المعجم " في اثني عشر جزءا -قلت : هو رواية مجردة لم يترجم فيه شيوخه - قال : وله " مناقب الشبان " خمسة عشر جزءا ، و " فضائل أصحاب الحديث " أحد عشر جزءا ، " فضل الجمعة " مجلد ، و " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري " [ ص: 560 ] مجلد ، و " المسلسلات " مجلد ، و " السباعيات " سبعة أجزاء ، " من وافقت كنيته كنية زوجته " أربعة أجزاء ، و " في إنشاء دار السنة " ثلاثة أجزاء ، " في يوم المزيد " ثلاثة أجزاء ، " الزهادة في الشهادة " مجلد ، " طرق قبض العلم " ، " حديث الأطيط " ، " حديث الهبوط وصحته " ، " عوالي الأوزاعي وحاله " جزآن .

ومن تواليف ابن عساكر اللطيفة : " الخماسيات " جزء ، " السداسيات " جزء ، " أسماء الأماكن التي سمع فيها " ، " الخضاب " ، " إعزاز الهجرة عند إعواز النصرة " ، " المقالة الفاضحة " ، " فضل كتابة القرآن " ، " من لا يكون مؤتمنا لا يكون مؤذنا " ، " فضل الكرم على أهل الحرم " ، " في حفر الخندق " ، " قول عثمان : ما تغنيت " " أسماء صحابة المسند " .

" أحاديث رأس مال شعبة " ، " أخبار سعيد بن عبد العزيز " ، " مسلسل العيد " ، " الأبنة " ، " فضائل العشرة " جزآن ، " من نزل المزة " ، " في الربوة والنيرب " ، " في كفر سوسية " ، " رواية [ ص: 561 ] أهل صنعاء " ، " أهل الحمريين " ، " فذايا " ، " بيت قوفا " ، " البلاط " ، " قبر سعد " ، " جسرين " ، " كفر بطنا " ، " حرستا " ، " دوما مع مسرابا " ، " بيت سوا " ، " جركان " " جديا وطرميس " ، " زملكا " ، " جوبر " ، " بيت لهيا " " برزة " ، " منين " ، " يعقوبا " .

" أحاديث بعلبك " ، " فضل عسقلان " ، " القدس " ، " المدينة " ، " مكة " ، " كتاب الجهاد " ، " مسند أبي حنيفة ومكحول " ، [ ص: 562 ] " العزل " وغير ذلك ، و " الأربعون الطوال " مجيليد ، و " الأربعون البلدية " جزء ، و " الأربعون في الجهاد " ، و " الأربعون الأبدال " ، و " فضل عاشوراء " ثلاثة أجزاء ، و " طرق قبض العلم " جزء ، كتاب " الزلازل " مجيليد ، " المصاب بالولد " جزآن ، " شيوخ النبل " مجيليد ، " عوالي شعبة " اثنا عشر جزءا ، " عوالي سفيان " أربعة أجزاء ، " معجم القرى والأمصار " جزء ، وسرد له عدة تواليف .

قال : وأملى أربعمائة مجلس وثمانية .

قال : وكان مواظبا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن ، يختم كل جمعة ، ويختم في رمضان كل يوم ، ويعتكف فيالمنارة الشرقية ، وكان كثير النوافل والأذكار ، يحيي ليلة النصف والعيدين بالصلاة والتسبيح ، ويحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة .

قال لي : لما حملت بي أمي ، رأت في منامها قائلا يقول : تلدين غلاما يكون له شأن . وحدثني أن أباه رأى رؤيا معناه يولد لك ولد يحيي الله به السنة ، ولما عزم على الرحلة ، [ ص: 563 ] قال له أبو الحسن بن قبيس أرجو أن يحيي الله بك هذا الشأن .

وحدثني أبي قال : كنت يوما أقرأ على أبي الفتح المختار بن عبد الحميد وهو يتحدث مع الجماعة ، فقال : قدم علينا أبو علي بن الوزير ، فقلنا : ما رأينا مثله ، ثم قدم علينا أبو سعد السمعاني ، فقلنا : ما رأينا مثله ، حتى قدم علينا هذا ، فلم نر مثله .

قال القاسم : وحكى لي أبو الحسن علي بن إبراهيم الأنصاري الحنبلي ، عن أبي الحسن سعد الخير قال : ما رأيت في سن أبي القاسم الحافظ مثله .

وحدثنا التاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي ، سمعت الحافظ أبا العلاء الهمذاني يقول لبعض تلامذته -وقد استأذنه أن يرحل- فقال : إن عرفت أستاذا [ أعلم مني ] أو في الفضل مثلي ، فحينئذ آذن إليك أن تسافر إليه ، اللهم إلا أن تسافر إلى الحافظ ابن عساكر ، فإنه حافظ كما يجب ، فقلت : من هذا الحافظ ؟ فقال : حافظ الشام أبو القاسم ، يسكن دمشق . . وأثنى عليه .

وكان يجري ذكره عند ابن شيخه ، وهو الخطيب أبو [ ص: 564 ] الفضل بن أبي نصر الطوسي ، فيقول : ما نعلم من يستحق هذا اللقب اليوم -أعني الحافظ - ويكون حقيقا به سواه . كذا حدثني أبو المواهب بن صصرى .

وقال : لما دخلت همذان أثنى عليه الحافظ أبو العلاء ، وقال لي : أنا أعلم أنه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد ، فلو خالق الناس ومازجهم كما أصنع ، إذا لاجتمع عليه الموافق والمخالف .

وقال لي أبو العلاء يوما : أي شيء فتح له ، وكيف ترى الناس له ؟ قلت : هو بعيد من هذا كله ، لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتصنيف والتسميع حتى في نزهه وخلواته ، فقال : الحمد لله ، هذا ثمرة العلم ، ألا إنا قد حصل لنا هذه الدار والكتب والمسجد ، هذا يدل على قلة حظوظ أهل العلم في بلادكم . ثم قال لي : ما كان يسمى أبو القاسم ببغداد إلا شعلة نار من توقده وذكائه وحسن إدراكه .

وروى زين الأمناء ، حدثنا ابن القزويني ، عن والده مدرس النظامية قال : حكى لنا الفراوي قال : قدم علينا ابن عساكر ، فقرأ علي في ثلاثة أيام فأكثر ، فأضجرني ، وآليت أن أغلق بابي ، وأمتنع ، جرى هذا الخاطر لي بالليل ، فقدم من الغد شخص ، فقال : أنا رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليك ، رأيته في النوم ، فقال : امض إلى الفراوي ، وقل له : إن قدم بلدكم رجل من أهل الشام أسمر يطلب حديثي ، فلا يأخذنا منه ضجر ولا ملل . قال : [ ص: 565 ] فما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ أولا .

قال أبو المواهب : وأنا كنت أذاكره في خلواته عن الحفاظ الذين لقيهم ، فقال : أما ببغداد ، فأبو عامر العبدري ، وأما بأصبهان ، فأبو نصر اليونارتي ، لكن إسماعيل الحافظ كان أشهر منه .

فقلت له : فعلى هذا ما رأى سيدنا مثل نفسه . فقال : لا تقل هذا ، قال الله تعالى : فلا تزكوا أنفسكم قلت : فقد قال : وأما بنعمة ربك فحدث فقال : نعم ، لو قال قائل : إن عيني لم تر مثلي لصدق .

قال أبو المواهب : وأنا أقول : لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الجماعة في الخمس في الصف الأول إلا من عذر ، والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور ، قد أسقط ذلك عن نفسه .

وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة ، وأباها بعد أن عرضت عليه ، وقلة التفاته إلى الأمراء ، وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا تأخذه في الله لومة لائم .

قال لي : لما عزمت على التحديث والله المطلع أنه ما حملني على ذلك حب الرئاسة والتقدم ، بل قلت : متى أروي كل ما قد سمعته ، وأي فائدة في كوني أخلفه بعدي صحائف ؟ فاستخرت الله ، واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد ، وطفت عليهم ، فكل قال : ومن أحق بهذا منك ؟

فشرعت في ذلك سنة ثلاث وثلاثين ، فقال لي والدي أبو القاسم الحافظ : قال لي جدي القاضي أبو المفضل لما قدمت من سفري : [ ص: 566 ] اجلس إلى سارية من هذه السواري حتى نجلس إليك ، فلما عزمت على الجلوس اتفق أنه مرض ، ولم يقدر له بعد ذلك الخروج إلى المسجد . . .

إلى أن قال أبو محمد القاسم : وكان أبي -رحمه الله- قد سمع أشياء لم يحصل منها نسخا اعتمادا على نسخ رفيقه الحافظ أبي علي بن الوزير ، وكان ما حصله ابن الوزير لا يحصله أبي ، وما حصله أبي لا يحصله ابن الوزير ، فسمعت أبي ليلة يتحدث مع صاحب له في الجامع ، فقال : رحلت وما كأني رحلت ، كنت أحسب أن ابن الوزير يقدم بالكتب مثل " الصحيحين " ، وكتب البيهقي والأجزاء ، فاتفق سكناه بمرو ، وكنت أؤمل وصول رفيق آخر له يقال له : يوسف بن فاروا الجياني ، ووصول رفيقنا أبي الحسن المرادي ، وما أرى أحدا منهم جاء ، فلا بد من الرحلة ثالثة وتحصيل الكتب والمهمات .

قال : فلم يمض إلا أيام يسيرة حتى قدم أبو الحسن المرادي ، فأنزله أبي في منزلنا ، وقدم بأربعة أسفاط كتب مسموعة ففرح أبي بذلك شديدا ، وكفاه الله مؤنة السفر ، وأقبل على تلك الكتب ، فنسخ واستنسخ وقابل ، وبقي من مسموعاته أجزاء نحو الثلاثمائة ، فأعانه عليها أبو سعد السمعاني ، فنقل إليه منها جملة حتى لم يبق عليه أكثر من عشرين جزءا ، وكان كلما حصل له جزء منها كأنه قد حصل على ملك الدنيا .

قال ابن النجار : قرأت بخط معمر بن الفاخر في " معجمه " : أخبرني [ ص: 567 ] أبو القاسم الحافظ إملاء بمنى ، وكان من أحفظ من رأيت ، وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الإمام يفضله على جميع من لقيناهم ، قدم أصبهان ونزل في داري ، وما رأيت شابا أحفظ ولا أورع ولا أتقن منه ، وكان فقيها أديبا سنيا ، سألته عن تأخره عن الرحلة إلى أصبهان ، قال : استأذنت أمي في الرحلة إليها ، فما أذنت .

وقال السمعاني : أبو القاسم كثير العلم ، غزير الفضل ، حافظ متقن ، دين خير ، حسن السمت ، جمع بين معرفة المتون والأسانيد ، صحيح القراءة ، متثبت محتاط . . . إلى أن قال : جمع ما لم يجمعه غيره ، وأربى على أقرانه ، دخل نيسابور قبلي بشهر ، سمعت منه ، وسمع مني ، وسمعت منه " معجمه " ، وحصل لي بدمشق نسخة به ، وكان قد شرع في " التاريخ الكبير " لدمشق ، ثم كانت كتبه تصل إلي ، وأنفذ جوابها .

سمعت الحافظ علي بن محمد يقول : سمعت الحافظ أبا محمد المنذري يقول : سألت شيخنا أبا الحسن علي بن المفضل الحافظ عن أربعة تعاصروا ، فقال : من هم ؟ قلت : الحافظ ابن عساكر ، والحافظ ابن ناصر ، فقال : ابن عساكر أحفظ . قلت : ابن عساكر وأبو موسى المديني ؟ قال : ابن عساكر . قلت : ابن عساكر وأبو طاهر السلفي ؟ فقال : السلفي شيخنا ، السلفي شيخنا .

قلت : لوح بأن ابن عساكر أحفظ ، ولكن تأدب مع شيخه ، وقال لفظا [ ص: 568 ] محتملا أيضا لتفضيل أبي طاهر ، فالله أعلم .

وبلغنا أن الحافظ عبد الغني المقدسي بعد موت ابن عساكر نفذ من استعار له شيئا من " تاريخ دمشق " ، فلما طالعه ، انبهر لسعة حفظ ابن عساكر ، ويقال : ندم على تفويت السماع منه ، فقد كان بين ابن عساكر وبين المقادسة واقع ، رحم الله الجميع . ولأبي علي الحسين بن عبد الله بن رواحة يرثي الحافظ ابن عساكر : ذرا السعي في نيل العلى والفضائل مضى من إليه كان شد الرواحل     وقولا لساري البرق إني نعيته بنار أسى أو دمع سحب هواطل     وما كان إلا البحر غار ومن يرد سواحله لم يلق غير جداول     وهبكم رويتم علمه عن رواته وليس عوالي صحبه بنوازل     فقد فاتكم نور الهدى بوفاته وعز التقى منه ونجح الوسائل     خلت سنة المختار من ذب ناصر فأقرب ما نخشاه بدعة خاذل     نحا للإمام الشافعي مقالة فأصبح شافي عي كل مجادل     وسد من التجسيم باب ضلالة ورد من التشبيه شبهة باطل [ ص: 569 ] قتل ناظمها على عكا سنة خمس وثمانين .

ومن نظم الحافظ أبي القاسم : ألا إن الحديث أجل علم     وأشرفه الأحاديث العوالي وأنفع كل نوع منه عندي     وأحسنه الفوائد والأمالي فإنك لن ترى للعلم شيئا     تحققه كأفواه الرجال فكن يا صاح ذا حرص عليه     وخذه عن الشيوخ بلا ملال ولا تأخذه من صحف فترمى     من التصحيف بالداء العضال [ ص: 570 ] وله : أيا نفس ويحك جاء المشيب     فما ذا التصابي وما ذا الغزل تولى شبابي كأن لم يكن     وجاء مشيبي كأن لم يزل كأني بنفسي على غرة     وخطب المنون بها قد نزل فيا ليت شعري ممن أكون     وما قدر الله لي في الأزل ولابن عساكر شعر حسن يمليه عقيب كثير من مجالسه ، وكان فيه انجماع عن الناس ، وخير ، وترك للشهادات على الحكام وهذه الرعونات .

توفي في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ليلة الاثنين حادي عشر الشهر ، وصلى عليه القطب النيسابوري وحضره السلطان صلاح الدين ، ودفن عند أبيه بمقبرة باب الصغير .

أخبرنا الإمام أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني ببعلبك سنة ثلاث وتسعين ، أخبرنا القاضي عبد الواحد بن أحمد بن أبي المضاء في سنة ست وعشرين وستمائة بقراءة الحافظ أبي موسى المقدسي ، قال : حدثنا علي بن الحسن الشافعي إملاء ببعلبك سنة إحدى وخمسين وخمسمائة .

أخبرنا الحسين بن عبد الملك بأصبهان ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ومحمد بن الفيض ، والحسين بن عبد الله الرقي قالوا : حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ، حدثني أبي ، عن عروة بن رويم [ ص: 571 ] اللخمي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من كان ذا وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في تبليغ بر أو تيسير عسير ، أعانه الله على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام .

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بقراءتي ، أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد ، أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، أخبرنا أبو القاسم النسيب ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن التميمي ، أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي ، أخبرنا أحمد بن علي التميمي ، حدثنا أحمد بن حاتم الطويل ، حدثنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذات ، ونفث ، أو نفث عليه .

متفق عليه . أما أحمد بن حاتم بن مخشي عن مالك ، فشيخ بصري ، وأما الطويل فبغدادي

عرض في كتاب سير أعلام النبلاء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

روابط مهمة من بريد مامي مم.

الرابط https://drive.google.com/file/d/1an6C1lKT__N6qnbEPA0jFXK3YbIcoEp5/view?usp=sharing       2.الرابط https://drive.google.com/file/d...