أحاديث شتى في صفة النار وأهلها أجارنا الله منها
قال أبو القاسم الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا
أبو الشعثاء علي بن الحسن الواسطي ، حدثنا خالد بن نافع الأشعري ، عن سعيد بن أبي
بردة ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اجتمع أهل النار في النار
، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة ، قال الكفار للمسلمين : ألم تكونوا [ ص: 181 ] مسلمين ؟
قالوا : بلى . قالوا : فما أغنى عنكم الإسلام ، وقد صرتم معنا في النار ؟ قالوا :
كانت لنا ذنوب ، فأخذنا بها . فسمع الله ما قالوا ، فأمر بمن كان في النار من أهل
القبلة فأخرجوا ، فلما رأى ذلك من بقي في النار من الكفار قالوا : يا ليتنا كنا
مسلمين ، فنخرج كما خرجوا " . قال : ثم قرأ رسول صلى الله عليه وسلم : "
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين [ الحجر : 1 ، 2
] .
وقال الطبراني : حدثنا موسى بن هارون ، حدثنا إسحاق بن
راهويه قال : قلت لأبي أسامة : أحدثكم أبو روق عطية بن الحارث ، حدثني صالح بن أبي طريف ، سألت
أبا سعيد الخدري ، فقلت له : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول في هذه الآية : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ؟ قال : نعم ، سمعته يقول : " يخرج الله ناسا من المؤمنين
من النار بعد ما يأخذ نقمته منهم " . وقال : " لما أدخلهم الله النار مع
المشركين قال لهم المشركون : تزعمون أنكم كنتم أولياء الله في الدنيا ، فما بالكم
معنا في النار ؟ فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم ، فيشفع الملائكة والنبيون
، ويشفع المؤمنون ، حتى يخرجوا بإذن الله ، فإذا رأى المشركون ذلك قالوا : يا
ليتنا كنا مثلهم ، فتدركنا الشفاعة ، فنخرج معهم . قال . فذلك قوله تعالى : ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين فيسمون في الجنة : الجهنميون . من أجل سواد في وجوههم ،
فيقولون : يا ربنا ، أذهب عنا هذا الاسم . فيأمرهم ، فيغتسلون في نهر الجنة ، فيذهب
ذلك الاسم عنهم " . فأقر به أبو أسامة ، وقال : نعم .
[ ص:
182 ] وقال الطبراني : حدثنا محمد بن العباس - هو الأخرم - حدثنا محمد بن
منصور الطوسي ، حدثنا صالح بن إسحاق الجهبذ ، وأثنى عليه يحيى بن معين ، حدثنا معرف
بن واصل ، عن يعقوب بن أبي نباتة ، عن عبد الرحمن الأغر ، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار
بذنوبهم ، فيقول لهم أهل اللات والعزى : ما أغنى عنكم قولكم : لا إله إلا الله .
وأنتم معنا في النار ؟ فيغضب الله لهم فيخرجهم ، فيلقيهم في نهر الحياة ، فيبرءون
من حرقهم ، كما يبرأ القمر من كسوفه ، فيدخلون الجنة ، ويسمون فيها الجهنميين
" . فقال رجل : يا أنس ، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال
أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ
مقعده من النار " . نعم ، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا .
قال الطبراني : لم يروه عن معرف بن واصل إلا صالح بن
إسحاق الجهبذ .
.………………….
بسم الله الرحمن
الرحيم{الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين }
تقدم معناه . والكتاب قيل فيه : إنه اسم لجنس الكتب المتقدمة من التوراة والإنجيل
، ثم قرنهما بالكتاب المبين . وقيل : الكتاب هو القرآن ، جمع له بين الاسمين .
قوله تعالى الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق