وقد ورد في ذلك أحاديث :
ورواه أبو داود - واللفظ له - والترمذي من حديث مالك . وأخرجه النسائي ، عن قتيبة ، عن بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، به نحوه ، وهو أتم .
وقد روى الطبراني في " معجمه الكبير " ، من طريق آدم بن علي ، عن ابن عمر مرفوعا : " ولا تقوم الساعة إلا في الأذان " . قال الطبراني : يعني أذان الفجر يوم الجمعة .
وقال الإمام محمد بن إدريس الشافعي في " مسنده " : أخبرنا إبراهيم بن محمد ، حدثني موسى بن عبيدة ، حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة ، عن عبيد الله بن عمير ، أنه سمع أنس بن مالك يقول : أتى جبريل بمرآة بيضاء فيها وكتة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما هذه؟ " . قال : هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك ، فالناس لكم فيها تبع اليهود ، والنصارى ، ولكم فيها خير ، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له ، وهو عندنا يوم المزيد . قال النبي صلى الله عليه وسلم " يا جبريل ، وما يوم المزيد؟ " قال : إن ربك [ ص: 363 ] اتخذ في الفردوس واديا أفيح ، فيه كثب مسك ، فإذا كان يوم الجمعة ، أنزل الله ما شاء من الملائكة ، ونزل على كرسيه ، وحف حوله منابر من نور ، عليها مقاعد النبيين ، وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد ، عليها الشهداء والصديقون ، فجلسوا من ورائهم ، على تلك الكثب ، فيقول الله : أنا ربكم ، قد صدقتم وعدي ، فسلوني أعطكم . فيقولون : ربنا ، نسألك رضوانك . فيقول : قد رضيت عنكم ، ولكم علي ما تمنيتم ، ولدي مزيد . فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير ، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش ، وفيه خلق آدم ، وفيه تقوم الساعة .
ثم رواه الشافعي ، عن إبراهيم بن محمد ، أيضا ، حدثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد ، عن أنس ، شبيها به ، قال : وزاد فيه أشياء . قلت : وسيأتي ذكر هذا الحديث ، إن شاء الله تعالى ، في كتاب صفة الجنة بشواهده وأسانيده ، وبالله المستعان .
وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، حدثنا زهير ، يعني ابن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري ، عن أبي لبابة بن عبد المنذر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها عنده ، وأعظم عند الله ، عز وجل ، من يوم الفطر ويوم الأضحى ، وفيه خمس خلال : خلق الله فيه آدم ، وأهبط الله فيه أدم إلى الأرض ، وفيه توفى الله آدم ، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا آتاه الله تبارك وتعالى إياه ، ما لم يسأل حراما ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملك مقرب ، ولا سماء ، ولا أرض ، ولا رياح ، ولا جبال ، ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة " . ورواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن زهير ، به .
وقد روى الطبراني عن ابن عمر مرفوعا : " إن الساعة تقوم وقت الأذان [ ص: 365 ] للفجر من يوم الجمعة " .
وقد حكى أبو عبد الله القرطبي في " التذكرة " أن قيام الساعة يوم جمعة للنصف من شهر رمضان . وهذا غريب يحتاج إلى دليل .
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا أحمد بن كثير ، حدثنا قرط بن حريث أبو سهل ، عن رجل من أصحاب الحسن ، قال : قال الحسن : يومان وليلتان لم يسمع الخلائق بمثلهن قط ، ليلة تبيت مع أهل القبور ، ولم تبت ليلة قبلها مثلها ، وليلة صبيحتها تسفر عن يوم القيامة ، ويوم يأتيك البشير من الله إما بالجنة وإما بالنار ، ويوم تعطى كتابك إما بيمينك وإما بشمالك . وكذا روي عن عامر بن قيس ، وهرم بن حيان وغيرهما؟ أنهم كانوا يستعظمون الليلة التي يسفر صبيحتها عن يوم القيامة .
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي " ، حدثني محمد بن سابق ، حدثنا مالك بن مغول ، عن جنيد قال : بينما الحسن في يوم من رجب في المسجد ، وفي يده قليلة ، وهو يمص ماءها ، ثم يمجه في الحصى ، إذ تنفس تنفسا شديدا ، ثم بكى حتى أرعد منكباه ، ثم قال : لو أن بالقلوب حياة ، لو أن بالقلوب صلاحا ، لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم [ ص: 366 ] القيامة . أي : ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ، ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه عورة بادية ، ولا عينا باكية من يوم القيامة
.............................................
يزيد بن عبد الله ( ع )
ابن أسامة بن الهاد الإمام الحافظ ، الحجة أبو عبد الله الليثي ، المدني . ابن ابن عم شداد بن الهاد . وكان أعرج من رجليه معا يجمع منهما . عداده في صغار التابعين .
وعنه : يحيى بن سعيد الأنصاري ، وهو من شيوخه ، ومالك ، والليث ، ونافع بن يزيد ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعبد العزيز الدراوردي ، وموسى بن سرجس ، وعمرو بن مالك الشرعبي ، وحيوة بن شريح ، وبكر بن مضر ، وسفيان بن عيينة ، وأبو ضمرة أنس بن عياض ، وآخرون .
قال أحمد : لا أعلم به بأسا . وقال النسائي : ثقة . وروى أحمد بن زهير ، عن يحيى بن معين : ثقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق