كتاب صفة النار - أجارنا الله منها - وما فيها من
العذاب الأليم
قال الله تعالى : فاتقوا النار
التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين [ البقرة
: 24 ] . وقال تعالى : فما أصبرهم على
النار [ البقرة : 175 ] وقال تعالى :
إن الذين كفروا
وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب
أليم وما لهم من ناصرين [ آل عمران : 91 ] وقال تعالى ؟ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا
غيرها ليذوقوا العذاب [
النساء : 56 ] .
وقال تعالى : إن الذين كفروا
وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم
خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا [ النساء
: 168 ، 169 ] . وقال تعالى :
إن الذين كفروا
لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل
منهم ولهم عذاب أليم [ المائدة : 36 ، 37 ] . وقال تعالى : قال ادخلوا في
أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار [ الأعراف
: 38 ] . وقال تعالى : [ ص:
116 ] قل نار جهنم أشد
حرا لو كانوا يفقهون [ التوبة : 81 ] ، وقال تعالى : فأما الذين شقوا
ففي النار لهم فيها زفير وشهيق [
هود : 106 ] . وقال
تعالى : مأواهم جهنم كلما
خبت زدناهم سعيرا [ الإسراء : 97 ] . وقال تعالى : فالذين كفروا
قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في
بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد الآيات [ الحج
: 19 - 21 ] . وقال تعالى :
ومن خفت موازينه
فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم
النار وهم فيها كالحون الآيات [
المؤمنون : 103 ،
104 ] . وقال تعالى : وأعتدنا لمن كذب
بالساعة سعيرا الآيات [ الفرقان : 11 ] ، وقال تعالى : وبرزت الجحيم
للغاوين الآيات
[ الشعراء : 91 ] . وقال تعالى :
وأما الذين فسقوا
فمأواهم النار الآية [ السجدة : 20 ]
. يوم تقلب وجوههم
في النار الآية
[ الأحزاب : 66 ] وقال تعالى :
والذين كفروا لهم
نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها الآيات [ فاطر : 36 ] قال تعالى : هذه جهنم التي
كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون الآيات [ يس : 63 ، 64 ] . وقال تعالى : احشروا الذين
ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم الآيات [ الصافات : 22 ، 23 ] . وقال تعالى : هذا وإن للطاغين
لشر مآب جهنم يصلونها فبئس المهاد الآيات إلى قوله إن ذلك لحق تخاصم أهل النار [
ص : 55 - 64 ] .
وقال تعالى : وسيق الذين كفروا
إلى جهنم زمرا إلى قوله :
فبئس مثوى
المتكبرين [ الزمر : 71 ، 72 ] . وقال :
وحاق بآل فرعون
سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد
العذاب [ الآيات إلى قوله تعالى :
[ ص: 117 ] ولهم اللعنة ولهم
سوء الدار [ غافر : 45 - 52 ] . وقال تعالى : إذ الأغلال في
أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في
النار يسجرون الآيات [ غافر : 71 ، 72 ] . وقال تعالى : فإن يصبروا
فالنار مثوى لهم الآيات إلى قوله تعالى :
ليكونا من
الأسفلين [ فصلت : 24 - 29 ] . وقال تعالى : إن المجرمين في
عذاب جهنم خالدون [ الزخرف : 74 ] . وقال تعالى : خذوه فاعتلوه إلى
سواء الجحيم [ الدخان : 147 ] . وقال تعالى : كمن هو خالد في
النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم [ محمد
: 15 ] . وقال تعالى : يوم نقول لجهنم
هل امتلأت وتقول هل من مزيد [
ق : 30 ] . وقال
تعالى : يوم يدعون إلى
نار جهنم دعا [ الطور : 13 ] ، وقال تعالى :
مأواكم النار هي
مولاكم وبئس المصير [ الحديد : 15 ] . وقال تعالى : يا أيها الذين
آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد الآية [ التحريم : 6 ] وقال تعالى : يا أيها النبي
جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير [ التحريم : 9 ] وقال تعالى :
وللذين كفروا
بربهم عذاب جهنم وبئس المصير الآيات [ الملك : 6 ] . وقال تعالى : سأصليه سقر إلى قوله :
وما هي إلا ذكرى
للبشر [ المدثر : 26 - 31 ] ، وقال تعالى : إن جهنم كانت
مرصادا الآيات
إلى قوله : فذوقوا فلن
نزيدكم إلا عذابا [ النبأ : 21 - 30 ] . وقال تعالى : فأنذرتكم نارا
تلظى الآيات
[ الليل : 14 ] . وقال تعالى :
والذين كفروا
بآياتنا هم أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة [ البلد
: 19 ، 20 ] . وقال تعالى :
ويل لكل همزة
لمزة الذي جمع مالا
وعدده يحسب أن ماله
أخلده كلا لينبذن في
الحطمة وما أدراك ما
الحطمة نار الله الموقدة
التي تطلع على
الأفئدة [ ص:
118 ] إلى
آخر السورة [ الهمزة : 1 - 7 ]
.
وقال ابن المبارك ،
عن خالد بن أبي عمران بسنده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن النار تأكل أهلها ، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم
انتهت ، ثم يعود كما كان ، ثم تستقبله أيضا ، فتأكله حتى تطلع على فؤاده ، فهو
كذلك أبدا ، فذلك قوله :
نار الله الموقدة
التي تطلع على الأفئدة [ الهمزة : 6 ، 7 ]
.
وقد تركنا إيراد
آيات كثيرة خوف الإطالة ، وفيما ذكرنا إرشاد لما تركنا ، وبالله المستعان ، وستأتي
الأحاديث الواردة في صفة جهنم - أجارنا الله منها آمين - مرتبة على ترتيب حسن ،
وبالله التوفيق .
وقال ابن المبارك : أنبأنا معمر ، عن محمد بن المنكدر ، قال : لما خلقت
النار فزعت الملائكة ، وطارت أفئدتها ، فلما خلق آدم سكن ذلك عنهم ، وذهب ما كانوا
يجدون .
وقال ابن المبارك : أنبأنا محمد بن مطرف ، عن الثقة ، أن فتى من الأنصار
دخلته خشية من النار ، فكان يبكي عند ذكر النار ، حتى حبسه ذلك في البيت ، فذكر
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاءه في البيت ، فلما دخل نبي الله صلى الله عليه
وسلم [ ص:
119 ] اعتنقه
الفتى ، وخر ميتا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جهزوا صاحبكم ،
فإن الفرق من النار فلذ كبده "
.
قال القرطبي : وروي أن عيسى عليه السلام مر بأربعة آلاف امرأة
متغيرات الألوان ، وعليهن مدارع الشعر والصوف ، فقال عيسى : ما الذي غير ألوانكن معاشر النسوة ؟ قلن : ذكر النار
غير ألواننا يا ابن مريم ، إن من دخل النار لا يذوق فيها بردا ولا شرابا . ذكره الخرائطي
في كتاب " القبور "
.
وروي أن سلمان
الفارسي لما سمع قوله تعالى :
وإن جهنم لموعدهم
أجمعين [ الحجر : 43 ] . فر ثلاثة أيام هاربا من الخوف ، لا
يعقل ، فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أنزلت هذه
الآية وإن جهنم لموعدهم أجمعين فوالذي بعثك بالحق لقد قطعت قلبي .
فأنزل الله تعالى : إن المتقين في
جنات وعيون الآية
[ الحجر : 45 ] . ذكره الثعلبي .
............................................................
· قوله تعالى
: فإن لم تفعلوا
ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
قوله تعالى : فإن لم تفعلوا يعني فيما مضى ولن تفعلوا أي تطيقوا ذلك فيما يأتي .
والوقف على هذا على صادقين تام
. وقال جماعة من
المفسرين : معنى الآية وادعوا شهداءكم من دون الله إن
كنتم صادقين ولن
تفعلوا ، فإن لم تفعلوا فاتقوا النار ، فعلى هذا التفسير لا يتم الوقف على صادقين .
فإن قيل : كيف دخلت
إن على لم ولا يدخل عامل على عامل ؟ فالجواب أن إن هاهنا غير عاملة في اللفظ ،
فدخلت على لم كما تدخل على الماضي ; لأنها لا تعمل في لم كما لا تعمل في الماضي ،
فمعنى إن لم تفعلوا إن تركتم الفعل
.
[ ص: 224 ]
قوله تعالى فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق