وقال أبو داود : باب النهي عن تهييج الحبشة ، حدثنا القاسم بن أحمد ، حدثنا أبو عامر ، حدثنا زهير بن محمد ، عن موسى بن جبير ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اتركوا الحبشة ما تركوكم; فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله بن الأخنس ، قال : [ ص: 244 ] أخبرني ابن أبي مليكة - وهو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة - أن ابن عباس أخبره : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كأني أنظر إليه ، أسود أفحج ينقضها حجرا حجرا " . يعني الكعبة .
انفرد به البخاري ، فرواه عن عمرو بن علي الفلاس ، عن يحيى ، وهو ابن سعيد القطان ، به .
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا أبو عامر ، حدثنا عبد العزيز ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ذو السويقتين من الحبشة ، يخرب بيت الله " .
ورواه مسلم ، عن قتيبة بن سعيد ، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، به . وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه " .
ورواه البخاري ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن سليمان بن بلال ، ومسلم عن قتيبة ، عن عبد العزيز الدراوردي ، كلاهما " عن ثور بن زيد الديلي ، عن أبي الغيث ، سالم مولى ابن مطيع ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله سواء بسواء . وقد يكون هذا الرجل هو ذا السويقتين ، ويحتمل أن يكون غيره; فإن هذا من قحطان ، وذاك من الحبشة . فالله أعلم .
[ ص: 245 ] وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن عمر بن الحكم الأنصاري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له : جهجاه " .
ورواه مسلم عن محمد بن بشار ، عن أبي بكر الحنفي به ، فيحتمل أن يكون هذا اسم ذي السويقتين الحبشي . والله أعلم .
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو الزبير ، عن جابر ، أن عمر بن الخطاب أخبره ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سيخرج أهل مكة ثم لا يعبر بها - أو لا يعبر بها إلا قليل - ثم تمتلئ وتبنى ، ثم يخرجون منها ، فلا يعودون فيها أبدا " . ورواه البزار .
.................................................
[ ص: 177 ] أحمد بن حنبل ( ع )
وقال الحافظ أبو محمد بن أبي حاتم في كتاب " مناقب أحمد " : حدثنا صالح بن أحمد قال : وجدت في كتاب أبي نسبه ، فساقه إلى مازن ، كما مر ، ثم قال : ابن هذيل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة ، كذا قال : هذيل ، وهو وهم وزاد بعد وائل : ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن نبت بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم ، صلوات الله عليه .
وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا صالح بن أحمد فذكر النسب ، فقال فيه ذهل على الصواب . وهكذا نقل إسحاق الغسيلي عن صالح . وأما قول عباس الدوري ، وأبي بكر بن أبي داود : إن الإمام أحمد [ ص: 179 ] من بني ذهل بن شيبان فوهم ، غلطهما الخطيب وقال : إنما هو من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، ثم قال : وذهل بن ثعلبة هم عم ذهل بن شيبان بن ثعلبة . فينبغي أن يقال فيه : أحمد بن حنبل الذهلي على الإطلاق . وقد نسبه أبو عبد الله البخاري إليهما معا .
وأما ابن ماكولا فمع بصره بهذا الشأن وهم أيضا . وقال في نسبه : مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، وما تابعه على هذا أحد . وكان محمد والد أبي عبد الله من أجناد مرو ، مات شابا له نحو من ثلاثين سنة . وربي أحمد يتيما ، وقيل : إن أمه تحولت من مرو ، وهي حامل به .
فقال صالح ، قال لي أبي : ولدت في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة قال صالح : جيء بأبي حمل من مرو ، فمات أبوه شابا ، فوليته أمه .
وقال عبد الله بن أحمد ، وأحمد بن أبي خيثمة : ولد في ربيع الآخر .
قال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : طلبت الحديث سنة تسع وسبعين ، فسمعت بموت حماد بن زيد ، وأنا في مجلس هشيم .
قال صالح : قال أبي : ثقبت أمي أذني فكانت تصر فيهما لؤلؤتين ، فلما ترعرعت ، نزعتهما ، فكانت عندها ، ثم دفعتهما إلي ، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما .
قال أبو داود : سمعت يعقوب الدورقي ، سمعت أحمد يقول : ولدت في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة .
شيوخه [ ص: 180 ] طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة ، في العام الذي مات فيه مالك ، وحماد بن زيد . فسمع من إبراهيم بن سعد قليلا ، ومن هشيم بن بشير فأكثر ، وجود ، ومن عباد بن عباد المهلبي ، ومعتمر بن سليمان التيمي ، وسفيان بن عيينة الهلالي ، وأيوب بن النجار ، ويحيى بن أبي زائدة ، وعلي بن هاشم بن البريد وقران بن تمام ، وعمار بن محمد الثوري ، والقاضي أبي يوسف ، وجابر بن نوح الحماني ، وعلي بن غراب القاضي ، وعمر بن عبيد الطنافسي ، وأخويه يعلى ، ومحمد ، والمطلب بن زياد ، ويوسف بن الماجشون ، وجرير بن عبد الحميد ، وخالد بن الحارث ، وبشر بن المفضل ، وعباد بن العوام ، وأبي بكر بن عياش ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، وعبدة بن سليمان ، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، والنضر بن إسماعيل البجلي ، وأبي خالد الأحمر ، وعلي بن ثابت الجزري ، وأبي عبيدة الحداد ، وعبيدة بن حميد الحذاء ، ومحمد بن سلمة الحراني ، وأبي معاوية الضرير ، وعبد الله بن إدريس ، ومروان بن معاوية ، وغندر ، وابن علية ، ومخلد بن يزيد الحراني ، وحفص بن غياث ، وعبد الوهاب الثقفي ، ومحمد بن فضيل ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن سليم حديثا واحدا ، ومحمد بن يزيد الواسطي ، ومحمد بن الحسن المزني الواسطي ، ويزيد بن هارون ، وعلي بن عاصم ، وشعيب بن حرب ، ووكيع فأكثر ، ويحيى القطان فبالغ ، ومسكين بن بكير ، وأنس بن عياض الليثي ، وإسحاق الأزرق ، ومعاذ بن [ ص: 181 ] معاذ ، ومعاذ بن هشام ، وعبد الأعلى السامي ، ومحمد بن أبي عدي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن نمير ، ومحمد بن بشر ، وزيد بن الحباب ، وعبد الله بن بكر ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأبي عاصم ، وعبد الرزاق ، وأبي نعيم ، وعفان ، وحسين بن علي الجعفي ، وأبي النضر ، ويحيى بن آدم ، وأبي عبد الرحمن المقرئ ، وحجاج بن محمد ، وأبي عامر العقدي ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وروح بن عبادة ، وأسود بن عامر ، ووهب بن جرير ، ويونس بن محمد ، وسليمان بن حرب ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وخلائق إلى أن ينزل في الرواية عن قتيبة بن سعيد ، وعلي ابن المديني ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وهارون بن معروف ، وجماعة من أقرانه . فعدة شيوخه الذين روى عنهم في " المسند " مائتان وثمانون ونيف .
قال عبد الله : حدثني أبي ، قال حدثنا علي بن عبد الله ، وذلك قبل المحنة . قال عبد الله : ولم يحدث أبي عنه بعد المحنة بشيء .
قلت : يريد عبد الله بهذا القول أن أباه لم يحمل عنه بعد المحنة شيئا ، وإلا فسماع عبد الله بن أحمد لسائر كتاب " المسند " من أبيه كان بعد المحنة بسنوات في حدود سنة سبع وثمان وعشرين ومائتين ، وما سمع عبد الله شيئا من أبيه ولا من غيره إلا بعد المحنة ، فإنه كان أيام المحنة صبيا مميزا ما كان حله يسمع بعد والله أعلم .
قال الخطيب في كتاب " السابق " : أخبرنا أبو سعيد الصيرفي ، حدثنا الأصم ، حدثنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا الثقة من أصحابنا ، عن يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق ، أن عمر قال : إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة .
روى صالح بن أحمد ، عن أبيه ، قال : مات هشيم ، وأنا ابن عشرين سنة ، وأنا أحفظ ما سمعت منه .
عرض في كتاب سير أعلام النبلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق