البداية والنهاية
19 جزء التالي صفحة
السابق
حديث عبادة فيما يتعلق بما بعد المائة سنة : قال أحمد : ثنا الحكم بن نافع ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن يزيد بن سعيد ، عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السكسكي ، عن معاذ بن شقراء ، عن جنادة بن أبي أمية ، أنه سمع عبادة بن الصامت يذكر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما مدة أمتك في الرخاء؟ فلم يرد عليه شيئا ، حتى سأله ثلاث مرار ، كل ذلك لا يجيبه ، ثم انصرف الرجل ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أين السائل " ؟ فردوه عليه ، فقال : [ ص: 23 ] " سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي; مدة أمتي من الرخاء مائة سنة " . قالها مرتين أو ثلاثا ، فقال الرجل : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية؟ فقال : " نعم ، الخسف والرجف وإرسال الشياطين المجلبة على الناس " . وفي " مسند أبي يعلى " ، والبزار من حديث مصعب بن مصعب ، ولا أعرفه إلا عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ترفع زينة الدنيا سنة خمس وعشرين ومائة " . هذا حديث غريب جدا .
التالي السابق
ترجمة العلم
عناوين الشجرة
تخريج الحديث تَشكيِل النص
أبو اليمان ( ع )
الحكم بن نافع ، الحافظ الإمام الحجة أبو اليمان البهراني الحمصي مولى امرأة بهرانية تدعى أم سلمة ، كانت عند عمر بن روبة التغلبي .
ولد في حدود سنة بضع وثلاثين ومائة وطلب العلم سنة بضع وخمسين . [ ص: 320 ] فروى عن : صفوان بن عمرو ، وحريز بن عثمان ، وأبي بكر بن أبي مريم ، وشعيب بن أبي حمزة ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعفير بن معدان ، وأرطاة بن المنذر ، وإسماعيل بن عياش ، ويزيد بن سعيد بن ذي عصوان ، وأبي مهدي سعيد بن سنان ، وطائفة ، وما علمت له رحلة .
حدث عنه : أحمد ، وابن معين ، ومحمد بن يحيى ، وعمرو بن منصور النسائي ، وعبيد الله بن فضالة ، وعمران بن بكار ، وأبو محمد الدارمي ، وأبو عبد الله البخاري ، وعثمان الدارمي ، وأبو حاتم ، ومحمد بن عوف ، وأبو زرعة الدمشقي ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، وموسى بن عيسى بن المنذر ، وعلي بن محمد الحكاني ، وأحمد بن الفرات ، وخلق سواهم .
قال أحمد بن حنبل : أما حديث أبي اليمان عن حريز وصفوان بن عمرو فصحيح ثم قال أحمد : هو يقول : أخبرنا شعيب ، واستحل ذلك بشيء عجيب ، كان أمر شعيب في الحديث عسرا جدا ، وكان علي بن عباس سمع منه ، وذكر قصة لأهل حمص أراها أنهم سألوه أن يأذن لهم في أن يرووا عنه ، فقال لهم : لا ترووا هذه الأحاديث عني - يعني شعيبا - قال أبو عبد الله : ثم كلموه ، وحضر ذلك أبو اليمان ، فقال لهم : ارووا تلك الأحاديث عني . قال الأثرم : قلت لأبي عبد الله : مناولة ؟ ، قال : لو كان مناولة ، كان لم يعطهم كتبا ولا شيئا ، إنما سمع هذا فقط ، فكان ولد شعيب يقول : إن أبا اليمان جاءني ، فأخذ كتب شعيب مني بعد ، وهو يقول : [ ص: 321 ]
أخبرنا ، فكأنه استحل ذلك ، بأن سمع شعيبا يقول لقوم : ارووه عني
قال إبراهيم بن ديزيل : سمعت أبا اليمان يقول : قال لي أحمد بن حنبل : كيف سمعت الكتب من شعيب ؟ قلت : قرأت عليه بعضه ، وبعضه قرأه علي ، وبعضه أجاز لي ، وبعضه مناولة ، قال : فقال في كله : أخبرنا شعيب .
وقال ابن معين : سألت أبا اليمان عن حديث شعيب بن أبي حمزة ، فقال : ليس هو مناولة ، المناولة لم أخرجها إلى أحد .
وروى أبو زرعة النصري عن أبي اليمان قال : كان شعيب عسرا في الحديث ، فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة ، فقال : هذه كتبي ، وقد صححتها ، فمن أراد أن يأخذها ، فليأخذها ، ومن أراد أن يعرض ، فليعرض ، ومن أراد أن يسمعها من ابني ، فليسمعها ، فإنه قد سمعها مني . سعيد بن عمرو البرذعي ، عن أبي زرعة الرازي قال : لم يسمع أبو [ ص: 322 ] اليمان من شعيب إلا حديثا واحدا ، والباقي إجازة .
قال أبو داود : سمعت محمد بن عوف يقول : لم يسمع أبو اليمان من شعيب بن أبي حمزة إلا كلمة .
وقال أبو زرعة الدمشقي : سألت أحمد بن حنبل عن حديث الزهري ، عن أنس ، عن أم حبيبة ، فقال : ليس هذا من حديث الزهري ، هذا من حديث ابن أبي حسين ، فسألت أحمد بن صالح عنه ، فقال : ليس له أصل عن الزهري وأنكره .
قلت : قرئ هذا على إبراهيم بن الدرجي ، وأجازه لي عن أبي جعفر الصيدلاني ، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، أخبرنا ابن ريذة ، أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، حدثنا أبو زرعة ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، عن أنس ، عن أم حبيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أريت ما تلقى أمتي من بعدي ، وسفك بعضهم دماء بعض ، وكان ذلك سابقا من الله ، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم ، ففعل .
رواه عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، عن أبي اليمان ، فقال : عن شعيب ، عن ابن أبي حسين ، عن أنس ثم قال عبد الله : فقلت : هاهنا [ ص: 323 ] قوم يحدثون به عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري ، فقال : ليس ذا من حديث الزهري .
وقال مكحول البيروتي عن جعفر بن محمد بن أبان الحراني : سألت يحيى بن معين عن حديث أبي اليمان - يعني المذكور - فقال : أنا سألت أبا اليمان ، فقال : الحديث حديث الزهري ، فمن كتبه عني ، فقد أصاب ، ومن كتبه عني من حديث ابن أبي حسين ، فهو خطأ ، إنما كتب في آخر حديث ابن أبي حسين ، فغلطت ، فحدثت به من حديث ابن أبي حسين ، وهو صحيح من حديث الزهري .
وروى ابن صاعد ، عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ، قال لنا أبو اليمان : الحديث حديث الزهري ، والذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها .
قلت : تعين أن الحديث وهم فيه أبو اليمان ، وصمم على الوهم ، لأن الكبار حكموا بأن الحديث ما هو عند الزهري ، والله أعلم . [ ص: 324 ] عباس الدوري : سمعت يحيى يقول في حديث أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري ، عن عقبة بن سويد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يغزو جيش الكعبة " فقال يحيى : إنما هو عن سحيم مولى أبي هريرة ، عن أبي هريرة .
قال أبو حاتم : كان أبو اليمان يسمى كاتب إسماعيل بن عياش ، كما يسمى أبو صالح كاتب الليث ، وهو ثقة نبيل صدوق .
وقال العجلي : لا بأس به .
وقال ابن عمار الموصلي : كان ثقة ، وكان بسلمية وكان إذا جاءه أهل الحديث قال لهم : القطوا لي الزعفران ، وثمت ينبت الزعفران ، فكانوا يلقطون ، ثم يحدثهم .
وقال محمد بن عيسى الطرسوسي : سمعت أبا اليمان يقول : صرت إلى مالك ، فرأيت ثم من الحجاب والفرش شيئا عجيبا ، فقلت : ليس ذا من أخلاق العلماء ، فمضيت وتركته ، ثم ندمت بعد . [ ص: 325 ] وبلغنا أن أبا اليمان كتب كتب إسماعيل بن عياش ، ولم يدع منها شيئا في القراطيس . وفي " الصحيحين " نحو من أربعين حديثا عند البخاري ، عن أبي اليمان قد أخرجها مسلم عن الدارمي ، عن أبي اليمان ، وجميعها يقول فيها : أخبرنا شعيب ، ما قال قط : حدثنا ، فهذا يوضح لك أنها بالإجازة ، وهي منقولة جزما من خط شعيب ، وكان من أثبت أصحاب الزهري . والمقصود من الرواية إنما هو العلم الحاصل بأن هذا الخبر حدث به فلان على أي صفة كان من صفات الأداء . وقد كان أبو اليمان عالم وقته بحمص ، استقدمه المأمون ليوليه قضاء حمص .
وروينا بإسناد قوي عن أبي اليمان أنه قال : ولدت سنة ثمان وثلاثين ومائة .
قال محمد بن مصفى ، وأبو زرعة النصري ، والفسوي : مات أبو اليمان سنة إحدى وعشرين ومائتين .
وقال ابن سعد والبخاري ومطين : سنة اثنتين وعشرين . زاد ابن سعد : في ذي الحجة بحمص .
عرض في كتاب سير أعلام النبلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق